الأحد، 8 نوفمبر 2015

أقسام الآثار المنسوبة إلى الأنبياء باعتبار متونها

رسالة : بطلان حجية الآثار

فصل : أقسام الآثار المنسوبة إلى الأنبياء باعتبار متونها

كتب : محمد الأنور آل كيال

التاريخ : 27 من محرم 1437 هـ , 9 / 11 / 2015 م

لقد تدبرت أمر الآثار باعتبار متونها فوجدتها تنقسم إلى ستة أقسام , وهي : 1 ـ الآثار الموافقة , 2 ـ الآثار المحايدة , 3 ـ الآثار المفسرة لمبهمات القرآن المزعومة , 4 ـ الآثار المكملة لنواقص القرآن المزعومة , 5 ـ الآثار اللاغية أو الناسخة لكتاب الله , 6 ـ الآثار المخالفة لكتاب الله .

ولقد أضفت الآثار المحايدة والآثار المخالفة , وأبدأ الآن في التفصيل .

القسم الأول : الآثار الموافقة :

وأقصد بها الآثار الموافقة والمطابقة تماماً لما في القرآن من حيث المعنى .

ولا يعني ذلك موافقة الحكم الذي بالأثر لأحكام القرآن فقط , بل يجب أن يكون الأثر موافقاً ومطابقاً لما في القرآن من حيث المعنى , كأن تكون القصة مبينة في القرآن ويأتي الأثر موافقاً ومطابقاً للمعنى دون زيادة , فإن وجدت زيادة في الأثر فلينظر فيها هل هي محايدة أم ناسخة أم مكملة أم مخالفة ؟

ويقول الأثريون أن معنى الآثار وحي ولكن اللفظ من النبي , كما أن الرواة يروون المعنى ولا يتمسكون باللفظ , لذا لن أتشدد وأقول بالموافقة لفظاً ومعنى , بل سأكتفي بموافقة المعنى فقط .


أمثلة على الآثار الموافقة للقرآن من حيث المعنى : 

المثال الأول : مسند أحمد بن حنبل : (24040)- [24079] حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللَّهِ عز وجل : "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .

وهذا الأثر موافق في المعنى لقول الله : "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم : 4] .

وقول الله : "وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" [الأعراف : 203] .

المثال الثاني : جامع الترمذي : (1906)- [1987] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "، قَالَ: وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ، قَالَ مَحْمُودٌ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، قَالَ مَحْمُودٌ: وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ .

وهذا الأثر موافق في المعنى لقول الله : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران : 102] .

وقول الله : "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" [هود : 114] .

وقول الله : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)" (فصلت ) .

وقول الله : "وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ" [الشورى : 37] .

المثال الثالث : صحيح مسلم : (3264)- [1731] حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ "، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ .

وهذا الأثر موافق في المعنى لقول الله : " ... وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" [البقرة : 219] .

ولكن لا يجوز الإيمان بأن لفظ هذه الآثار وحي أو أن النبي قال هذه الألفاظ لأن الرواة لم يتمسكوا باللفظ , ولأن الله لم يحفظ الآثار أصلاً .

وأنا لا أعلم مثالاً مطابقاً تماماً في اللفظ والمعنى بين يدي الآن على الآثار الموافقة لذا سأفترض المثال التالي .

عن مغفل عن منكر عن متروك عن ضعيف عن مجهول عن مدلس أن بعض الناس أتوا إلى النبي ليحملهم إلى الجهاد فقال لهم : " لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ " فَتَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ .

فسند هذا الأثر ظلمات بعضه فوق بعض , ولكن متنه صحيح , لأنه موافق للقرآن .

قال الله : " لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) " ( التوبة ) .

لذا يجب الإيمان بالآثار الموافقة لأنها موافقة للقرآن , وليس لصحة أسانيدها , حيث لم يصح عندي أي سند , فضلاً عن أن الله لم يأخذ عهداً على نفسه بحفظ الآثار .

والسؤال : أليس القرآن غنياً عن الآثار الموافقة ؟

نعم , هو غني عنها , فهو أكمل وأفصح وأبلغ وأحسن منها , فهو أحسن الحديث , لذا لا حاجة لنا في الآثار الموافقة .

هل تصح أسانيد الآثار الموافقة ؟

إذا التزمنا بشروطي في قبول السند فلن يصح عندنا أي سند , لأن رواة الآثار مجاهيل ومغفلون ومدلسون ووضاعون فضلاً عن انقطاع السند أو الشك في الاتصال , والدين لا يؤخذ بالشك بل يجب أن يكون يقينياً .

والخلاصة :

1 ـ  يجب الإيمان بالآثار الموافقة لأنها موافقة للقرآن , وليس لصحة أسانيدها إذ لا يصح سند للآثار فضلاً عن أن الرواة والنساخ غير معصومين .

2 ـ  لا توجد مشكلة في الآثار الموافقة من حيث المتن , ولكن مشكلتها من جهة السند .

3 ـ هذه الآثار وحي وهي من سنة النبي وحكمته , فسنة النبي وحكمته هي أقواله وأفعاله الموافقة للقرآن .

4 ـ سنة النبي وحكمته مبينة في القرآن المبين التبيان المفصل الحكيم الكافي الكامل التام .

5 ـ القرآن غني عن الآثار الموافقة .

القسم الثاني : الآثار المحايدة :

وأقصد بها الآثار غير الموافقة للقرآن وفي نفس الوقت غير المعارضة له .

ولقد سميت هذا القسم بهذا الاسم لأنه يقف على الحياد فلا يوافق القرآن ولا يعارضه .

كقصة رويت لا توافق القرآن لأنها غير مذكورة فيه , وفي نفس الوقت لا تعارضه حيث لا تخالف آية فيه .

وكأثر يوافق القرآن في حكمه ولكن بهذا الأثر بعض الزيادات التي ليست بالقرآن , والتي لا توافق القرآن وفي نفس الوقت لا تعارضه , لذا لا نعلم هل حدثت تلك الزيادات أم لا ؟ فالزيادات هذه جعلت هذا الأثر من الآثار المحايدة .

والواجب في هذه الآثار هو التوقف فلا يجوز الإيمان بها , كما لا يجوز الاعتراض عليها , لأننا في شك منها , ولا نعلم هل حدثت أم لا ؟

أما الأجزاء الموافقة في الآثار المحايدة فيجب الإيمان بها لأنها توافق القرآن , كما بينت سابقاً , ولو وجدت أجزاء مخالفة في الآثار المحايدة فيجب إنكارها .

مثال : الرواية الأولى صحيح البخاري : (6351)- [6823] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ أَوْ قَالَ حَدَّكَ " .

 

الرواية الثانية : صحيح مسلم : (4971)- [2767] حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عَنْهُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْصَرَفَ، وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ، فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ، فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ؟ "، قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟ "، فَقَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ أَوَ قَالَ ذَنْبَكَ " .


الرواية الثالثة : صحيح مسلم : (4970)- [2766] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " قَدْ غُفِرَ لَكَ " .


وهذا الأثر محايد في بعض الأجزاء وموافق في بعضها .

فالقصة لم تذكر في القرآن , فهي لا توافقه , وفي نفس الوقت لا يوجد بها ما يخالف القرآن , لذا فهي لا تعارضه , لذا فالقصة أثر محايد , يجب التوقف فيه , لأننا لا نعلم هل حدثت حقاً أم لا ؟

ولكن الأثر السابق قد وافق آيات الله في حكم التائب وسقوط الحد بالتوبة قبل القدرة , ووجوب الستر على الناس وعدم فضحهم , وعدم المجاهرة بالمعصية, لذا فالحكم في الأثر السابق موافق لأحكام القرآن .

قال الله : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) " ( المائدة ) .

قال الله : " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) " ( المائدة ) .

قال الله : " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) " ( الفرقان ) .

قال الله : " سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) " . ( النور ) .

ومن المعلوم أن الزاني إذا تاب لم يكن زانياً , كما أن المشرك إذا أسلم لا يسمى مشركاً .

كما أن من تاب من القذف وبيَّن الحق قبل القدرة عليه فليس عليه حد  .

قال الله : " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) " ( النساء ) .

قال الله : " وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا " [النساء : 110]

قال الله : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " [النساء : 64]

قال الله : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114] .

قال الله : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر : 53]


ولكن الأثر السابق لم يوافق ولم يعارض القرآن في القصة نفسها , فقد تكون صدقاً وقد تكون كذباً .

لذا وجب التوقف في هذا القسم من الآثار فلا يجوز إثبات القصة أو نفيها , ولا يجوز تصديقها أو تكذيبها .

والسؤال الأول : برغم بطلان حجية الآثار وأن الرواة مجروحون وغير معصومين فهل تصح أسانيد الآثار المحايدة ؟

إذا التزمنا بشروطي في قبول السند فلن يصح عندنا أي سند , لأن رواة الآثار مجاهيل ومغفلون ومدلسون ووضاعون فضلاً عن انقطاع السند أو الشك في الاتصال .

والسؤال الثاني : هل كتاب الله كاف ؟

نعم , هو كاف كامل تام .

والخلاصة :

1 ـ يجب التوقف في الآثار المحايدة , فلا يجوز الإيمان بها ولا يجوز إنكارها .

ومن ثم لا يجوز لأحد أن يقول أنها وحي أو سنة أو حكمة , ومن قال ذلك فهو يفتري على الله ويكذب على النبي , لذا أرى أن من يزعم أن الآثار المحايدة هي وحي أو سنة أو حكمة إما جاهل أو غافل أو أحمق أو مجنون أو مؤول أو منافق أو كافر .

2 ـ لا تصح أسانيد الآثار المحايدة .

3 ـ القرآن كاف وهو غني عن الآثار المحايدة .

القسم الثالث : الآثار المفسرة لمبهمات القرآن المزعومة أو ثرثرات شياطين الإنس والجن :

لقد أنزل الله القرآن بلسان عربي مبين , وجعله مبيناً ومفصلاً في نفسه وتبياناً وتفصيلاً لكل أمور الدين , والقول بغير ذلك كفر .

ولقد أنزل الله القرآن على النبي وأرسله به إلينا وأمره باتباعه والتمسك به والعمل بما فيه والحكم والقضاء به , لذا جاء النبي متبعاً للقرآن متمسكاً به وعاملاً بما فيه وحاكماً وقاضياً به , ولم يأت مفسراً لمبهماته المزعومة .

انظر مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : القرآن عربي مبين
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post_66.html

وفصل : القرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post_56.html

وفصل : ما هو الذِّكر المنزَّل والمبيِّن والمفكِّر ؟

وفصل : أقوال المفسرين في قوله تعالى : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post_16.html

وفصل : ما المراد بتبيين الأنبياء ؟

ولكن الفرق الضالة قد لهثت وراء الآثار المفسرة المزعومة لشياطين الإنس والجن .

أمثلة على الآثار المفسرة لمبهمات القرآن المزعومة :

المثال الأول : أثر حادثة الإفك , الذي فسرتْ به الفرق الضالة الآيات التالية .

قال الله : " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) " ( النور ) .

فالآيات بينات ولكن الفرق الضالة قد أتت بمسرحية الإفك المكذوبة لتفسر بها هذه الآيات البينات , أو تثرثر حولها , وكأنهم لا يعلمون المعنى , أو أن الآيات ناقصة , ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين , فلقد جاءت مسرحية الإفك متعارضة متناقضة مخالفة لغيرها من الآثار , بل وصارت شبهة تثار ضد الإسلام بسبب التناقضات التي فيها .

انظر مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : مسرحية الإفك خير دليل على حمق الأثريين
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/07/blog-post_29.html


المثال الثاني : أثر إكراه عبد الله بن أبي بن سلول لجاريتيه على الزنا الذي فسرت به الفرق الضالة الآية التالية .

قال الله : " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [النور : 33]

فالآية بيِّنة ولكن الفرق الضالة قد أتت بقصة مكذوبة وفسرت بها الآية , فصار معنى الآية باطلاً , بل وصار شبهة تثار ضد الإسلام .

انظر مدونتي تدبر القرآن , فصل : الفهم الصحيح لقول الله : "وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا " .

المثال الثالث : الروايات والإسرائيليات التي تزعم بأن موسى كان ألثغاً جراء تناوله للجمر وهو صغير , والتي تلقفتها الفرق الضالة وفسرت بها قول فرعون في موسى : " وَلَا يَكَادُ يُبِينُ " .

قال الله : " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) " ( الزخرف ) .

وهذه الإسرائيليات التي تزعم أن موسى كان ألثغاً جراء تناوله الجمر تعارض القرآن نفسه .

قال الله : " وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) " ( الشعراء ) .

قال الله : " وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ " [القصص : 34]

فمشكلة موسى في عدم انطلاق لسانه وليس بلثغة فيه كما يزعمون .

والسؤال الأول : هل كتاب الله مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟

نعم , ومن قال غير ذلك فقد كفر لتكذيبه الكثير من الآيات الدالة على ذلك .

والسؤال الثاني : أين هذه المبهمات المزعومة ؟

هل أنت بحاجة لأثر يفسر لك قول الله : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [الفاتحة : 2] ؟

إذا كنت أعجمياً فتعلم اللسان العربي أو اسأل عالماً بها .

والسؤال الثالث : برغم بطلان حجية الآثار وأن الرواة مجروحون وغير معصومين أقول : هل تصح أسانيد الآثار المفسرة لمبهمات القرآن المزعومة ؟

إذا التزمنا بشروطي في قبول السند فلن يصح عندنا أي سند , لأن رواة الآثار مجاهيل ومغفلون ومدلسون ووضاعون فضلاً عن انقطاع السند أو الشك في الاتصال .


والخلاصة :

1 ـ إن القرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين , ويجب الإيمان بذلك .

2 ـ إن الإيمان بالآثار المفسرة أو ثرثرة شياطين الإنس والجن هو كفر ببيان القرآن وتفصيله في نفسه وتبيانه وتفصيله لكل أمور الدين .

3 ـ يجب الكفر بالآثار المفسرة .

4 ـ الآثار المفسرة افتراء وكذب , ومن قال أنها وحي أو سنة أو حكمة فهو مفتر كذاب , لذا أرى أن من قال ذلك إما جاهل أو مؤول أو غافل أو أحمق أو مجنون أو كافر أو منافق .

5 ـ برغم بطلان حجية الآثار أقول : ليس عند الأثريين أسانيد صحيحة لتلك الآثار فلماذا يتمسكون بها ويصرون على الكفر ببيان القرآن وتفصيله في نفسه ؟

القسم الرابع : الآثار المكملة لنواقص القرآن المزعومة :

إن كتاب الله كاف كامل تام , ويجب الإيمان بذلك , لذا فالإيمان بالآثار المكملة لنواقص القرآن المزعومة كفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه .

قال الله : " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [العنكبوت : 51]

قال الله : " وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل : 89]

قال الله : " وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [يونس : 37]

قال الله : " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [يوسف : 111]

قال الله : " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا " [الإسراء : 12]

قال الله : " أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف : 185]

قال الله : " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ " [الجاثية : 6]

قال الله : " فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ " [المرسلات : 50]

انظر : مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : أسئلة لمن له عقل بخصوص الآثار المكملة المزعومة

أمثلة على الآثار المكملة لنواقص القرآن المزعومة :

المثال الأول : أثر ميراث الجدة
انظر مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : بطلان أثر ميراث الجدة

المثال الثاني : أثر تحريم النمص
انظر مدونتي الخاصة بالآثار الموضوعة , فصل : الانقطاع بين إبراهيم النخعي وعلقمة بن قيس النخعي وأثره على أصول الدين عند السنيين والسلفيين
http://mohammedelmadany17.blogspot.com.eg/2015/03/blog-post_25.html

المثال الثالث : آثار الصلاة والبركة على النبي .
انظر مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : تحريف الصلاة على النبي والتسليم له

وانظر مدونتي الخاصة بالآثار الموضوعة , فصل : بطلان أثر المغالاة في الصلاة على النبي وترك بقية الأدعية

المثال الرابع : أثر الزيادة على إلقاء السلام
انظر مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : بطلان آثار الزيادة عن السلام
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/08/blog-post_1.html

المثال الخامس : آثار أشراط الساعة .
انظر مدونتي الخاصة بالآثار الموضوعة , فصل : فتنة المسيح الدجال بعد التبين من النقل وتحكيم العقل
http://mohammedelmadany17.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post.html

المثال السادس : أثر سجود الشمس تحت العرش
انظر مدونتي الخاصة بالآثار الموضوعة , فصل : مستقر الشمس وبطلان أثر ذهاب الشمس للسجود تحت العرش

المثال السابع : آثار تحديد عدد الزوجات .
 انظر مدونتي بطلان تحديد عدد الزوجات 
http://mohammedelmadany2.blogspot.com.eg/

المثال الثامن : آثار الختان سواء للذكور أو الإناث .
انظر مدونتي الختان الإلهي والختان الوضعي
http://mohammedelmadany10.blogspot.com.eg/

المثال التاسع : آثار تحريم المعازف .
انظر مدونتي لقول الفصل في المعازف والأغاني والأناشيد والشعر

وتوجد آلاف الآثار المكملة الأخرى مثل : آثار اللحية وحرمة الإسبال وحرمة لبس الرجال للحرير أو الذهب , وتحريم كل ذي ناب أو لحوم الحمر الأهلية وأثر حرمة الجمع بين المراة وخالتها أو عمتها .

وكلها آثار باطلة السمد منكرة المتن .

والسؤال الأول : هل كتاب الله كاف كامل تام ؟

نعم , ومن قال غير ذلك فقد كفر لتكذيبه الكثير من الآيات الدالة على ذلك .

والسؤال الثاني : أين هذه النواقص المزعومة ؟

والسؤال الثالث : برغم بطلان حجية الآثار وأن الرواة مجروحون وغير معصومين أقول : هل تصح أسانيد الآثار المكملة لنواقص القرآن المزعومة ؟

إذا التزمنا بشروطي في قبول السند فلن يصح عندنا أي سند , لأن رواة الآثار مجاهيل ومغفلون ومدلسون ووضاعون فضلاً عن انقطاع السند أو الشك في الاتصال , فلا يخلو سند من مجهول أو مغفل أو مدلس أو مرسل أو وضاع , أو انقطاع في السند , والسؤال : لماذا يستميت الأثريون في الدفاع عن هذا الكفر ؟ لماذا يصر الأثريون على الكفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه ؟

الحمد لله على الهدى .


والخلاصة :

1 ـ إن القرآن كاف كامل تام وليس بناقص , ويجب الإيمان بذلك .

2 ـ إن الإيمان بالآثار المكملة هو كفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه .

3 ـ يجب الكفر بالآثار المكملة .

4 ـ الآثار المكملة افتراء وكذب , ومن قال أنها وحي أو سنة أو حكمة فهو مفتر كذاب , لذا أرى أن من قال ذلك إما جاهل أو مؤول أو غافل أو أحمق أو مجنون أو كافر أو منافق .

5 ـ برغم بطلان حجية الآثار أقول : لا تصح أسانيد الآثار المكلمة .


القسم الخامس : الآثار اللاغية أو الناسخة لآيات الله :

والقرآن ناسخ لما سواه , ويجب الإيمان بذلك , كما يجب الإيمان بالكتاب كله , لذا فالإيمان بالآثار اللاغية أو الناسخة كفر بأن القرآن ناسخ لما سواه , وكفر بالكثير من الآيات تحت مسمى نسخ آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين لها .

ولقد أنزل الله القرآن على النبي وأرسله به إلينا وأمره باتباعه والتمسك به والعمل بما فيه والحكم والقضاء به , لذا جاء النبي متبعاً للقرآن متمسكاً به وعاملاً بما فيه وحاكماً وقاضياً به , ولم يأت لاغياً أو ناسخاً له .

أمثلة على الآثار اللاغية أو الناسخة :

المثال الأول : زعمت الفرق الضالة أن أثر الشِّعرة المكذوب ناسخ لآيات الصلاة في القرآن ومن ثم صارت الفروض عندهم خمسة بدلاً من اثنين .

انظر مدونتي بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : أسس وقواعد الصلوات المحرفة
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/06/blog-post_11.html

وفصل : دعوى نسخ أثر الشِّعرة لآيات الصلاة

وفصل : بطلان دعوى النسخ
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/03/blog-post_17.html

وفصل : بطلان أثر الشِّعرة سنداً
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/06/blog-post_47.html

وفصل : بطلان أثر الشِّعرة متناً
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/07/blog-post_5.html

وبرغم بطلان حجية الآثار أقول : هل هذا الأثر صحيح السند ؟

أليس من رواية الشيطان المجهول مالك بن صعصعة ؟

المثال الثاني : زعمت الفرق الضالة نسخ أثر "خذوا عني خذوا عني" المكذوب لقول الله : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " [النساء : 15] .

انظر مدونتي بطلان الرجم شرعاً وعقلاً , فصل : بطلان نسخ قوله تعالى : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ ... "
http://mohammedelmadany15.blogspot.com.eg/2015/01/blog-post_14.html

وفصل : بطلان دعوى النسخ

وبرغم بطلان حجية الآثار أقول : هل هذا الأثر صحيح السند ؟

أليس من رواية الشيطان المدلس الحسن البصري ؟

المثال الثالث : زعمت الفرق الضالة نسخ أثر "لا وصية لوارث" المكذوب لقول الله : " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " [البقرة : 180]

وبرغم بطلان حجية الآثار أقول : هل هذا الأثر صحيح السند ؟

أليس أئمتكم قد اعترفوا ببطلانه ؟

كيف تنسخون الصحيح بالباطل ؟

انظر : مدونتي بطلان حجية الآثار , فصل : بطلان أثر ( لا وصية لوارث )
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post_83.html

وفصل : شروط النسخ

وفصل : هل الآثار تنسخ شرع من قبلنا ؟
http://mohammedelmadany4.blogspot.com.eg/2015/05/blog-post_22.html

والسؤال لدعاة نسخ آثار شياطين الإنس والجن لكتاب الله : كيف ينسخ الأثر كتاب الله ومن شروط الناسخ أن يكون آية ؟

قال الله : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة : 106]

والآية خير وأحسن من الأثر , قال الله : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [الزمر : 23]

كيف ينسخ غير المتلو المتلو ؟

كيف ينسخ الآحاد المتواتر ؟

كيف ينسخ الباطل الصحيح ؟

كيف ينسخ الأغلظ الأخف ؟

كيف يكون شرع من قبلنا أخف من شرعنا ؟

كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟

والخلاصة :

1 ـ إن القرآن ناسخ لما سواه , وهو غير منسوخ , ويجب الإيمان بذلك .

2 ـ إن الإيمان بالآثار اللاغية أو الناسخة هو كفر بنسخ القرآن لما سواه , وكفر بالآيات التي تدل على ذلك , وكفر بالكثير من الآيات تحت مسمى نسخ آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين لها .

3 ـ يجب الكفر الآثار اللاغية أو الناسخة , فالقرآن ناسخ غير منسوخ , والنبي جاء متبعاً للقرآن حاكماً وقاضياً به وليس لاغياً أو ناسخاً له .

4 ـ الآثار اللاغية أو الناسخة افتراء وكذب , ومن قال أنها وحي أو سنة أو حكمة فهو مفتر كذاب , لذا أرى أن من قال ذلك إما جاهل أو مؤول أو غافل أو أحمق أو مجنون أو كافر أو منافق .

5 ـ برغم بطلان حجية الآثار أقول : لا تصح أسانيد الآثار اللاغية أو الناسخة .


القسم السادس : الآثار المخالفة لكتاب الله :

ولقد دلس الأثريون وأخفوا نوعاً آخر وهو الآثار المخالفة .

فنجد أنهم قدموا هذا النوع على كتاب الله وعطلوا حكم الله المبين في آياته , والعجيب أنهم في نفس الوقت لم يقولوا بالنسخ , لذا فهي آثار مخالفة وليست ناسخة .

وأقول : إن الإيمان بهذا النوع كفر بكتاب الله وتعطيل لآياته وأحكامه .

والأمثلة على هذا الآثار المخالفة كثيرة :

المثال الأول : آثار النصاب المزعوم :

وهي مخالفة لقول الله : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " [البقرة : 219]

والكفر بإنفاق العفو قد ضيع الأمة وأظهر فيها الفقر والجوع والتشرد والفساد .

انظر مدونتي الخاصة بالنفقات , فصل : نصب وليس نِصاباً


المثال الثاني : آثار الرجم , كأثر أنكتها , والغامدية والجهنية والعسيف والآية المكذوبة "الشيخ والشيخة" .

ـ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ، قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَنِكْتَهَا " لَا يَكْنِي، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ . ( صحيح البخاري واللفظ له , مسند أحمد بن حنبل ) .

ـ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قال : " جَاءَ الْأَسْلَمِيُّ إِلَى نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ، فَقَالَ: أَنِكْتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟ قَالَ: نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنَ امْرَأَتِهِ حَلَالًا، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ فَقَالَا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ، فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا "، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنَحْوِهِ، زَادَ: وَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: رُبِطَ إِلَى شَجَرَةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ وُقِفَ . ( سنن أبي داود واللفظ له , صحيح ابن حبان ) .

وآثار الرجم تخالف الكثير من الآيات , مثل :

قول الله : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) " ( المائدة ) .

وقول الله : " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) " ( المائدة ) .

وقول الله : " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) " ( الفرقان ) .

وقول الله : " سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) " . ( النور ) .

فالآيات السابقة تفيد سقوط الحد على العاصي بتوبته قبل القدرة عليه , ولكن آثار الرجم المكذوبة تفيد عدم سقوط الحد المزعوم حتى بعد التوبة .

ولكن الفرق الضالة قد نبذت كتاب ربها وراء ظهورها , وآمنت بالآثار المكذوبة السابقة برغم مخالفتها له .

والسؤال : هل يصح سند هذه الرواية ؟

هل يقول النبي كلمة "أنكتها" ؟

هل أنا مأمور بالكفر بآيات الله والإيمان بأثر أنكتها ؟

لقد صنعت الفرق الضالة شبهات ضد الإسلام , والحق أنها أدلة على بطلان مذاهبهم .

انظر مدونتي  بطلان الرجم شرعاً وعقلاً , فصل : تنزيه النبي عن الكلام المنكر القبيح
http://mohammedelmadany15.blogspot.com.eg/2015/01/blog-post_60.html

وفصل : بطلان أثر رجم ماعز

وفصل : بطلان أثر رجم الغامدية

وفصل : بطلان أثر رجم الجهنية وظلم وليدها

وفصل : بطلان أثر العسيف شرعاً وعقلاً
http://mohammedelmadany15.blogspot.com.eg/2015/01/blog-post_1.html

وفصل : بطلان أثر ( فَجُلِدَ الْحَدَّ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ    (
http://mohammedelmadany15.blogspot.com.eg/2015/01/blog-post_34.html

تنبيه : آثار الرجم كلها آثار مخالفة للقرآن وليست لاغية أو ناسخة له إلا الأثر المكذوب "خذوا عني خذوا عني" , فهو الأثر الوحيد الناسخ , فآثار الرجم كلها مبنية على هذا الأثر , وبدون هذا الأثر لن تقوم لآثار الرجم قائمة عند الأثريين لأنه سيظهر تعارضها ومخالفتها لحكم الله المبين في كتابه , لذا تستميت الفرق الضالة في تصحيح أثر "خذوا عني خذوا عني" برغم بطلان سنده ونكارة متنه .

والغريب أن الفرق الضالة صححت الروايات التالية الموافقة للقرآن في حكمها , ولكنها عطلتها , وفي نفس الوقت لم تزعم نسخها :

صحيح البخاري : (6351)- [6823] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ أَوْ قَالَ حَدَّكَ " .

صحيح مسلم : (4970)- [2766] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ: هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " قَدْ غُفِرَ لَكَ " .

صحيح مسلم : (4971)- [2767] حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عَنْهُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْصَرَفَ، وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْظُرُ مَا يَرُدُّ عَلَى الرَّجُلِ، فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ، فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ؟ "، قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟ "، فَقَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ أَوَ قَالَ ذَنْبَكَ " .

تنبيه : الروايات السابقة موافقة للقرآن في حكمها , ولكنها باطلة السند عندي  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المثال الثالث : الروايات المكذوبة التي تفيد أن النبي كان يعلم أسماء المنافقين وأسر بها إلى حذيفة , مثل :

مسند أبي داود الطيالسي : (174)- [176 ] حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنْ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: سَأَلَ عَنْ أَسْمَاءِ الْمُنَافِقِينَ فَأُخْبِرَ بِهِمْ، وَسُئِلَ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: " إِيَّايَ عَرَفْتُ، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُجِبْتُ، وَإِذَا سَكَتُّ ابْتُدِيتُ "

تاريخ دمشق لابن عساكر : (10905)- [12 : 276] أَنْبَأَنَا أبو علي الحداد، ثُمَّ أَخْبَرَنَا أبو القاسم بن السمرقندي، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالا: أَنْبَأَنَا أُبو نُعَيْمٍ، نَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نَبَّأَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نَبَّأَنَا أَبُو دَاوُدَ، نَبَّأَنَا أَبُو أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَسُئِلَ عَنْ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: سَأَلَ عَنْ أَسْمَاءِ الْمُنَافِقِينَ فَأُخْبِرَ بِهِمْ، وَسُئِلَ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: إِيَّايَ عَزَوْتُ، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وَإِذَا سَكَتَ ابْتَدَيْتُ، انتهى.

تاريخ دمشق لابن عساكر : (10906)- [12 : 276] أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ الْبَنَّا، قَالا: أَنْبَأَنَا أبو محمد الجوهري، أَنْبَأَنَا أبو عمر بن حيويه، إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أحمد بن معروف، نَبَّأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: لَمْ يُخْبِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَسْمَاءِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ بَخَسُوا بِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ بِتَبُوكَ غَيْرَ حُذَيْفَةَ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا لَيْسَ فِيهِمْ قُرَشِيٌّ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ، أَوْ مِنْ حُلَفَائِهِمْ، انتهى.

وهذه الروايات تخالف قول الله : " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ " [التوبة : 101]

فهذا نص صريح يبين أن النبي لا يعلم أسماء المنافقين , وهذا خبر ولا يصلح فيه نسخ , ولكن الفرق الضالة قد قدموا الروايات المخالفة المكذوبة على كتاب الله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المثال الرابع : آثار سوء الخلق مع المخالف :

أمثلة :

المثال الأول : الأثر المكذوب "امصص بظر اللات" ( صحيح البخاري المدلس ) .

المثال الثاني : الأثر المكذوب "فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" ( مسند أحمد , السنن الكبرى للنسائي , صحيح ابن حبان ) .

وهذه الآثار تخالف الكثير من الآيات منها :

قول الله : " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا " [الإسراء : 53]

وقول الله : " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) " ( الأعراف ) .

وقول الله : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) " ( فصلت ) .

وقول الله : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [الفرقان : 63]

وقول الله : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " [العنكبوت : 46]

ولقد عطل السلفيون هذه الآيات وقدموا عليها الآثار المخالفة المكذوبة السابقة .

المثال الخامس : آثار سوء المعاملة مع غير المسلم المسالم .

مثل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ". ( صحيح مسلم المدلس ) .

وهذا مخالف لآيات القرآن , مثل :

قول الله : " قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا " [مريم : 47]

فإبراهيم ألقى السلام على أبيه , ولم يحرمه الله للمسالمين , أما الاستغفار فقد حرمه الله .

والسؤال : هل ستمتنع عن إلقاء السلام على أبويك وأهلك وجيرانك وزملائك في العمل المسالمين وستضطرهم إلى أضيق الطريق ؟

قال الله  : " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) " ( لقمان ) .

قال الله : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) " ( الممتحنة ) .

انظر مدونتي الخاصة بمعاملة غير المسلمين
http://mohammedelmadany13.blogspot.com.eg/

المثال السادس : آثار قتل غير المسلم المسالم , مثل :

أثر : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " ( اتفق عليه المدلسان البخاري ومسلم ) .

وهذه الآثار تخالف الكثير من الآيات , مثل :

قول الله : " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [البقرة : 190]

وقول الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [المائدة : 87]

وقول الله : " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) " ( الحج ) .

وقول الله : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) " ( الممتحنة ) .


المثال السابع : أثر قتل المرتد .

وهو مخالف للكثير من الآيات .

انظر مدونتي بطلان عقوبة قتل المرتد 
http://mohammedelmadany7.blogspot.com.eg/

تنبيه : لقد أثبت القرآن أن الأنبياء غير معصومين , في غير الوحي , وهذا يعني أن الآثار المخالفة ليست كلها كذباً على الأنبياء , وهنا أقول أن من اتبعهم في خطئهم فهو كافر , لأنه يعبدهم من دون الله .

ولا يصح سند أثر من الآثار سواء مخالفة أو غيرها .

وسأستدل بالقرآن فهو خير أفضل , هل يوجد عاقل يقتل نفساً يغير نفس اتباعاً لموسى ؟ هل يوجد عاقل يزعم أن قتل النفس من الوحي أو من سنة موسى أو حكمته ؟

هل يوجد عاقل يزعم أن الخطأ بين الخصمين هو وحي وهو من سنة داود أو حكمته ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والخلاصة :

1 ـ الآثار الموافقة وحي , وهي من سنة النبي وحكمته , فسنة النبي وحكمته هي أقواله وأفعاله الموافقة للقرآن .

2 ـ سنة النبي وحكمته مبينة في القرآن المبين التبيان المفصل الحكيم الكافي الكامل التام .

3 ـ القرآن غني عن الآثار الموافقة , فهو خير وأحسن , لذا ليس من الحكمة البحث فيها أو الاستدلال بها .

4 ـ لا تصح أسانيد الآثار , فلا يخلو سند من مجهول أو مغفل أو مدلس أو مرسل أو وضاع أو انقطاع , لذا ليس من الحكمة الاستدلال بها .

5 ـ يجب التوقف في الآثار المحايدة من حيث المتن أما من حيث السند فهي كلها باطلة كسائر الآثار .

6 ـ إن  الإيمان بالآثار المفسرة والمكملة والناسخة والمخالفة هو إيمان بالجبت والطاغوت , وكفر بالقرآن , فتلك الآثار منكرة المتن لمخالفتها القرآن , فضلاً عن بطلان أسانيدها .

7 ـ الآثار المفسرة والمكملة والناسخة والمخالفة ليست وحياً أو سنة أو حكمة , ومن زعم ذلك فهو يفتري على الله ويكذب على النبي , لذا أرى أن من يزعم ذلك إما جاهل أو غافل أو أحمق أو مجنون أو مؤول أو منافق أو كافر .

وهل من الوحي نسخ كتاب الله أو مخالفته ؟ وهل من الوحي ادعاء نقصان كتاب الله أو إبهامه ؟

وهل من سنة النبي نسخ كتاب الله أو مخالفته ؟ وهل من سنة النبي ادعاء نقصان كتاب الله أو إبهامه ؟

وهل من الحكمة نسخ كتاب الله أو مخالفته ؟ وهل من الحكمة إدعاء نقصان كتاب الله أو إبهامه ؟

وهل من الحكمة مخالفة الحكمة البالغة أو نسخها أو ادعاء نقصانها أو إبهامها ؟

ــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق