السبت، 30 مايو 2015

شروط النسخ

بطلان حجية الآثار

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

شروط النسخ

تنبيه : أنا أتكلم في مسألة نسخ آيات من كتاب الله , ولا أتكلم عن مسألة نسخ الآثار , لذا سأكتفي بما يهمني في هذا الأمر .

هذه بعض شروط النسخ المستنبطة من كتاب الله تعالى , والتي تدل على بطلان مذاهب الفرق الضالة , وهي :

الشرط الأول : أن يكون فيما يصلح نسخه :

فلا يجوز نسخ الأخبار أو التوحيد أو ما يصلح في كل زمان ومكان .

قال تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات : 56]

وهذا خبر , فالله تعالى خلقنا للعبادة , ورغم ذلك زعم البعض أنها منسوخة بقوله تعالى : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) " ( هود ) .

ولا أقول إلا الحمد لله على نعمة العقل .

الشرط الثاني : التعارض وعدم إمكانية الجمع :

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [آل عمران : 102]

فلقد زعم البعض أنها منسوخة بقوله تعالى : " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [التغابن : 16]

ورغم عدم التعارض إلى أن حمق وغباء البعض قد جعلهم يزعمون النسخ

الشرط الثالث : أن يكون الناسخ آية من كتاب الله :

قال تعالى : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة : 106]

والمعنى ما ننسخ من آية كونية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها , أو أن المعنى ما ننسخ من آية في الكتب السابقة أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها في القرآن .

والشاهد قوله تعالى : " نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " , والأثر هو أدنى من الآية فليس بمثلها أو أحسن منها , قال تعالى : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [الزمر : 23] , وقال تعالى : " وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " [الزمر : 55]

لذا فمن زعم أن معنى الآية أن آيات القرآن هي المنسوخة , قلت : إن الآية نفسها حجة عليك , لأن الناسخ لا بد أن يكون آية وليس أثراً .

قال تعالى : " وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " [النحل : 101]

فالله تعالى لم يقل : ( وإذا بدلنا أثراً مكان آية ) , أي أن الناسخ هو آية من آيات الله وليس أثراً .

ومعنى الآية أن آيات القرآن هي الناسخة لآيات الكتب السابقة , لذا غضب أهل الكتاب وقالوا : " إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ " , كما غضبوا في نسخ القبلة وقالوا : " مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا " .

وليس المعنى أن آية القرآن تنسخ آية القرآن , لأن الكفار وأهل الكتاب لن يقولوا حينها " إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ " لأنهم لا يؤمنون بالمنسوخ المزعوم أصلاً .

فقولهم : " إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ " يدل على غضبهم لأن آيات القرآن نسخت آيات من كتبهم , وليس آيات القرآن قد نسخت آيات القرآن , وهل سيغضبون إذا نسخت آية في سورة آل عمران آية في سورة البقرة ؟ وهل يؤمنون بسورة البقرة أصلاً ؟.

ومن المعلوم أن الضعيف لا ينسخ القوي , فالآثار سواء كانت متواترة ـ رغم عدم وجود آثار متواترة صحيحة السند والمتن ـ أو آحاداً لا تنسخ القرآن , وأنه إذا تعارض أثر مع آية وجب الجمع فإن لم يمكن وجب ترجيح الأقوى , والأقوى هو القرآن .

والسؤال للفرق الضالة :

هل تنسخون آيات الصلاة في القرآن بآية أم بأثر ؟

بل تنسخون آيات الصلاة بأثر مكذوب وهو أثر الشِّعرة ( أثر المعراج ) .

هل تنسخون إمساك الزانيات في البيوت الوارد في القرآن بآية أم أثر ؟

قال تعالى : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " . ( النساء : 15 ) .

إنكم تنسخون ذلك بأثر مكذوب , وهو : عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كُرِبَ لِذَلِكَ، وَتَرَبَّدَ لَهُ وَجْهُهُ، قَالَ: فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلُقِيَ كَذَلِكَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ رَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ، وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نَفْيُ سَنَةٍ ". ( صحيح مسلم ) .

وهو أثر مكذوب , انظر رسالتي بطلان الرجم شرعاً وعقلاً , فصل : بطلان نسخ قوله تعالى : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ ..." .
.

 هل تنسخون إيذاء الزانية والزاني الوارد في القرآن بآية أم أثر ؟

قال تعالى : " وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا " . ( النساء : 16 ) .

بل تنسخون هذه الآية بدون ناسخ ولو حتى مكذوباً , حتى قال الشافعي : أن الآية رقم 15 هي التي نسخت الآية رقم 16 , ثم نسخ الأثر السابق الآية رقم 15 .

وهذا الكلام لا يقبله أي عاقل .

وقال البعض أنها منسوخة بأثر اللوطي .

وأقول هو أثر باطل , والآية عامة في الرجال والنساء وليست خاصة بالرجال , كما أن كلمة لوطي هي نسبة إلى لوط وليست نسبة إلى قومه , أي أن كلمة لوطي إذا قصد بها أحد الفاحشة فهذا يدل على جهله باللسان وسوء أدبه مع الأنبياء .

هل تنسخون آية الوصية بآية أم بأثر ؟

قال تعالى : " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " [البقرة : 180]

بل تنسخونها بأثر باطل وهو ( لا وصية لوارث ) .

هل تنسخون الجزية في كتاب الله بآية أم بأثر ؟

قال تعالى : " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " [التوبة : 29]

بل جعلتم عيسى هو الذي سينسخ الجزية الواردة في كتاب الله في آخر الزمان وهذا كله باطل , فكيف ينسخ عيسى ما في القرآن ؟ ألا تقولون أنه سينزل متبعاً وليس نبياً ؟ انظر رسالتي : فتنة الدجال بعد التبين من النقل وتحكيم العقل .

والخلاصة أن الآيات السابقة غير منسوخة , بل إن الزعم بنسخها كفر بها ومن ثم كفر ببعض الكتاب .

الشرط الرابع : أن يكون الناسخ أخف من المنسوخ :

قال تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]

قال تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 286]

قال تعالى : " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " [البقرة : 54]

فلقد كانت التوبة عندهم بقتل أنفسهم , ولقد نسخ الله تعالى هذا الحكم وخفف علينا وفرض علينا الاستغفار والتوبة بدلاً من القتل .

قال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر : 53]

كذلك جاء عيسى عليه السلام مصدقاً لما بين يديه من التوراة وليحل لبني إسرائيل بعض الذي حرم عليهم , وهذا نسخ .

قال تعالى : " وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " [آل عمران : 50]

والسؤال :

هل نسخ الصلوات في القرآن بأثر الشِّعرة من قبيل التخفيف ؟

لا , بل هو من قبيل التشدد والتعسير فبدلاً من كون الصلاة فرضين اثنين صارت خمسة فروض .

هل نسخ إمساك النساء الزانيات في البيوت الوارد في كتاب الله بأثر يفيد الجلد ثم الرجم حتى الموت من قبيل التخفيف ؟

قال تعالى : " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا " [النساء : 15]

هل نسخ إيذاء الزاني والزانية الوارد في كتاب الله بالرجم حتى الموت من قبيل التخفيف ؟

قال تعالى : " وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا " [النساء : 16]

هل نسخ إباحة التصوير الوارد في كتاب الله بآثار تفيد حرمة التصوير من قبيل التخفيف ؟

قال تعالى : " يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " [سبأ : 13]

قال تعالى : " وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " [آل عمران : 49]

قال تعالى : " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ " [المائدة : 110]

الشرط الخامس : أن يكون الناسخ متأخراً عن المنسوخ :

والسؤال : هل أثر الشِّعرة متأخر عن سورة الإسراء وسورة هود والكثير من السور التي ذكرت فيها الصلاة ؟

لا , بل هو متقدم عنهن .

والسؤال : كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟

هل آية الرجم المكذوبة متأخرة عن سورة النساء وسورة النور ؟

لا , فالفرق الضالة تزعم أنها كانت في سورة الأحزاب , ولو سلمنا جدلاً بذلك رغم أنه كفر , فإن الفرق الضالة تقول بأن سورة الأحزاب متقدمة عن سورة النساء .

فترتيب سورة الأحزاب حسب النزول 90 وقيل 89 .

وترتيب سورة النساء حسب النزول 92 وقيل 91 .

وترتيب سورة النور حسب النزول 102 .

والسؤال : كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟

والخلاصة : إن الآثار لا تنسخ القرآن , ومن ثم فلا يوجد آثار ناسخة , وكل أثر مخالف أو ناسخ لكتاب الله فهو أثر مكذوب .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق